• وسط ارتفاع كبير في سعر الين مقابل الدولار

    18/03/2011

    وسط ارتفاع كبير في سعر الين مقابل الدولار تراجع بورصات آسيا.. وتحسن أسواق المال الأوروبية

     

    سماسرة يراقبون حركة الأسهم في بورصة نيويورك للأوراق المالية أمس. أ.ب
     
     
    سجلت البورصات الآسيوية بشكل عام تراجعا أمس متأثرة ببورصة طوكيو التي أضعفتها الأزمة النووية في اليابان والارتفاع القياسي لسعر الين مقابل الدولار، بينما تحسنت البورصات الأوروبية في مستهل تعاملات أمس بعد انخفاضها 7 في المائة على مدار الجلسات الست السابقة، لكن محللين عزوا الانتعاش لأسباب فنية فيما استمر التوتر بين المستثمرين بسبب أزمة اليابان.
    وكانت بورصة طوكيو شهدت تراجعا استثنائيا الثلاثاء بسبب المخاوف من حادث في محطة فوكوشيما النووية إثر الزلزال والتسونامي اللذين وقعا الجمعة، مما أدى إلى هبوط في بورصات المنطقة. وبعد ذلك تحسنت بورصة طوكيو أمس الأول 5.68 في المائة متأثرة بعمليات شراء متنوعة. إلا أن المؤشر نيكاي لأسهم 225 شركة استأنف تراجعه أمس وخسر 1.44 المائة، بينما يبدو أن المستثمرين ينتظرون على غرار الفنيين اليابانيين نتائج جهود تبريد مفاعلات المحطة النووية. وتراجع المؤشر نيكاي 131.05 نقطة وبلغ 8962.67 نقطة، وهي خسارة كبيرة لكنها لا تذكر بعد يومين أسودين الاثنين والثلاثاء أديا إلى خسائر بلغت مجتمعة 16 في المائة. وتراجع سعر سهم شركة الكهرباء اليابانية "تيبكو" التي تستثمر محطتي فوكوشيما النوويتين 13.35 في المائة أمس إلى 798 ينا، بعدما خسر 56.6 في المائة من قيمته خلال الجلسات السابقة الثلاث.
    وتأثرت الأسواق أيضا بارتفاع سعر الين الذي بلغ مستوى قياسيا جديدا منذ الحرب العالمية الثانية مقابل الدولار في المبادلات الآسيوية. ولم يعد الدولار يساوي أكثر من 76.52 ين أمس الأول، في ارتفاع قالت الحكومة اليابانية إنه ناجم عن حركة مضاربة. وبلغ سعر الدولار 79.20 ين مقابل 80.12 أمس. وكان الرقم القياسي السابق منذ الحرب العالمية الثانية سجل في نيسان (أبريل) 1995 عندما انخفض سعر الدولار إلى 79.75 ين.وتأثرت البورصات الآسيوية الأخرى بتراجع بورصة طوكيو. فقد خسرت بورصات هونج كونج 1.83 في المائة، شنغهاي 1.14 في المائة، تايبيه 0.50 في المائة، ومانيلا 1.57 في المائة. أما سيدني التي تبعت حركة تراجع طويلة، فقد استعادت بعض توازنها وخسرت 2.9 نقطة لتغلق عند 4555.3 نقطة مثل سيئول.
    في حين، بدت البورصات الأوروبية تميل إلى الارتفاع. فقد سجلت بورصة فرانكفورت ارتفاعا نسبته 0.68 في المائة بعدما خسرت 6 في المائة منذ بداية الأسبوع. وتقدمت بورصة باريس 0.79 في المائة بعدما تأثرت بحالة الهلع السائدة أمس الأول وخسرت 2.23 في المائة. وارتفعت بورصة لندن 0.83 في المائة، بعد تراجع نسبته 1.70 في المائة أمس الأول.وارتفع مؤشر يوروفرست 300 للأسهم الأوروبية الكبرى 0.7 في المائة إلى 1074.48 نقطة بعدما أغلق على أدنى مستوى في ثلاثة أشهر ونصف أمس الأول وسط تزايد المخاوف من أن متاعب اليابان ستخرج الانتعاش الاقتصادي العالمي عن مساره. وشهدت مؤشرات يوروفرست 300 ويورو ستوكس 50 وفاينانشيال تايمز 100 البريطاني وكاك 40 الفرنسي وداكس الألماني عمليات بيع ضخمة أمس قبل بدأ التعاملات وكان مؤشر القوة النسبي لها أقل من 30، وفي أنحاء أوروبا ارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز 100 البريطاني 0.8 في المائة، وزاد مؤشر كاك 40 الفرنسي 0.9 في المائة، بينما ارتفع مؤشر داكس الألماني 0.7 في المائة.
    وقد أعلن بنك اليابان أنه ضخ ستة آلاف مليار ين (54 مليار يورو) أمس في الأسواق النقدية في عمليتين لدعم الاقتصاد بعد الزلزال، ما يرفع المبلغ الإجمالي الذي ضخه منذ مطلع الأسبوع إلى 34 ألف مليار ين (309 مليارات يورو). وضخ المصرف أولا خمسة آلاف مليار ين صباحا، ثم تلتها عملية ثانية لضخ ألف مليار ين ظهرا. وتضاف هاتان العمليتان إلى عدة عمليات مماثلة قام بها بنك اليابان منذ الاثنين، اليوم الذي ضخ فيه نحو 15 ألف مليار ين في أكبر عملية ضخ تجري في يوم واحد. ويسعى بنك اليابان عبر ذلك مساعدة المصارف على التمويل لا سيما أن الحركة النقدية شهدت اضطرابا منذ وقوع الزلزال وموجات المد البحري في شمال شرق اليابان الجمعة.
    وقد دمرت مناطق بالكامل في شمال شرق جزيرة هونشو الكبرى من جراء الزلزال والتسونامي اللذين وقعا الجمعة فيما يتوقع أن تكون الاحتياجات المالية لإعادة الإعمار هائلة.
    وتميل أسعار النفط أيضا إلى الانخفاض في المبادلات الإلكترونية في آسيا، بينما يغلب القلق من الأزمة النووية في اليابان على المخاوف من الاضطرابات في الشرق الأوسط. وبلغ سعر برميل النفط الخفيف "لايت سويت كرود" تسليم نيسان (أبريل) في المبادلات الصباحية 97.61 دولار متراجعا بذلك 37 سنتا. أما برميل البرنت نفط بحر الشمال تسليم أيار (مايو) بانخفاض 53 سنتا ليبلغ 110.07 دولار.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية